السبت، 30 يناير 2016

المتاحف الإلكترونية


 
    مصطلح المتاحف الإلكترونية E-Museum يختلف عن الكثير من المصطلحات المستحدثة التي تشهد اختلافاً وجدلاً كبيراً في وجهات النظر حول تحديد مفهومها، حيث تؤكد معظم التعريفات علي أن البنية الأساسية للمتحف الإلكتروني تتمثل في مجموعة من الكائنات الرقمية التي تمثل المعروضات المتحفية الطبيعية، وقد تكون تلك الكائنات الرقمية صور أو رسومات أو مقاطع فيديو...، وكل تلك الكائنات يتم تنظيمها  إما علي شكل مجموعات متحفية مستقلة أو عرضها داخل حجرات افتراضية ويتم إتاحتها عبر الإنترنت بهدف الإتاحة المستمرة من قِبل زائري.

ويمكن تعريف المتاحف الافتراضية بأنها " بيئة إلكترونية عبر الإنترنت تحاكي في تنظيمها وتصميمها البيئة المتحفية التقليدية حيث يربطهما معاً إطار مشترك يتمثل في علم تنظيم المتاحف (Museology) مع اختلاف آليات التنفيذ تبعاً لخصائص كل بيئة، وتتمثل المعروضات المتحفية، للبيئة الإلكترونية، في مجموعة متنوعة من الكائنات الرقمية التي قد تأتي في شكل ( صور، نصوص، فيديو، رسومات، وثائق، ثلاثيات الأبعاد،...) والتي يمكن الوصول إليها في أي صيغة، والتفاعل معها بدرجات متفاوتة قد تفوق في بعض الأحيان درجة التفاعل مع المعروضات المتحفية الطبيعية، ويحدث ذلك دون أي اعتبار للحواجز الزمنية أو المكانية، مما يسهل من عملية الوصول إلي المتحف، وتحقيق خبرة مباشرة تحاكى خبرة المتحف التقليدي، سواء كان المتحف الإلكتروني له نظير في الواقع أم لا.

المتاحف بين الإلكترونية والافتراضية

        يمكن القول أن من أكثر المصطلحات التي أحدثت جدالاً واسعاً مصطلحا الافتراضية، والإلكترونية، حيث يؤيد البعض تسمية المتحف عبر الإنترنت بمسمي المتحف الافتراضي ويستند أصحاب هذا الاتجاه إلي بعض المبررات ومن أهمها أن الافتراضية تعني عدم وجود كيان واقعي ولكنها تفترض وجوده ومن هنا إذا كان المتحف ليس له كيان تقليدي  فإنه ينبغي تسميته بمسمي المتحف الافتراضي أي المتحف الذي ليس له وجود في الواقع ويفترض وجوده عبر الإنترنت، وعلي الرغم من وجاهة هذا التفسير إلا أن المؤلف يري أنه إذا تم إنشاء المتحف عبر الإنترنت ولم يكن له كيان واقعي فإنه بطبيعة الحال أصبح واقع حتي وإن كان من خلال بيئة افتراضية حيث أننا لا نستطيع أن ننكر وجود الإنترنت كواقع أصبح يمثل أكثر مصادر التعلم استخداماً، بل تتفوق على عدد كبير من مصادر التعلم التقليدية، وبذلك لا يصح أن يتم التعامل معها علي أنها أشياء مفترضة، كما أنه إذا كان المتحف الافتراضي ليس له وجود في الواقع فإنه علي الأقل يحوي معروضات متحفية لها أصول واقعية، لذلك فإنه ليس صحيحاً على الإطلاق أن ما تعنيه الافتراضية لدي الغالبية العظمي أنها غير حقيقية أو أنها ليس لها وجود بالواقع، حيث أنها نمط خصب وقوي من الوجود يوسع عملية الإنتاج ويفتح آفاق المستقبل، لذلك فالافتراضية حقيقية ولكنها فقط وزعت، فمعني الافتراضية يأتي تحت معني بديهية الحضور الطبيعي الفوري، بينما يري البعض الآخر تسميه المتحف بمسمي المتحف الإلكتروني ويدعم المؤلف هذا الاتجاه الذي يقوم علي أساس أنه تم الاتفاق علي هذا المصطلح وحسمه في العديد من النظم التعليمية المستحدثة حيث أنه المصطلح السائد في التعليم الإلكتروني، والفصل الإلكتروني، المدرسة الإلكترونية، فلماذا عند استخدامه بالمتاحف يتم ربطه بالافتراضية في حالة عدم وجود كيان تقليدي موازي له علي الرغم من أنه تم رفض ذلك التبرير في المستحدثات الأخرى علي أساس أنها نظم قائمه بذاتها ولها كياناتها الرسمية عبر الشبكة، كما يري المؤلف أن البيئات التعليمية تنقسم في معظم الأدبيات إلي نوعين هما البيئات التقليدية، والبيئات الإلكترونية، وعلي هذا الأساس هناك التعليم التقليدي  والتعليم الإلكتروني، المدرسة التقليدية  والمدرسة الإلكترونية، المكتبة التقليدية والمكتبة الإلكترونية، المتحف التقليدي  والمتحف الإلكتروني...، وهذا ما تأكد للباحث من خلال مؤتمرات الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم والتي عقدت مؤتمرات المدرسة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني  بالاستناد إلي مصطلح الإلكترونية، كما دعم هذا الاتجاه أن العديد من المتاحف عبر الإنترنت لها كيانات تقليدية موازية وعلي الرغم من ذلك فإن مسماها المتاحف الافتراضية مما يعني تضارباً في معني الافتراضية في المجال المتحفي علي الرغم من ثبوت المصطلح وشيوعه في بعض النظم والمصطلحات الأخرى مثل الواقع الافتراضي، والذي يلجأ البعض إلي استخدامه كمبرر لوصف المتحف بالافتراضي، وفي  هذا الصدد يري المؤلف أن الواقع الافتراضي تكنولوجيا كالعديد من التكنولوجيات التي يمكن أن تساهم في بناء المتحف الإلكتروني عبر الإنترنت، وليس من المنطقي قصر جميع العمليات والتكنولوجيات التي تستخدم في بناء المتحف الإلكتروني واختصارها في نظم الواقع الافتراضي فقط حتي وإن كانت الرافد الأساسي للمتحف مقارنة بالتكنولوجيات الأخرى، وإن كان ذلك لا يمنع استخدام مصطلح متاحف الواقع الافتراضي (virtual reality museum) ولكن في حالة ما إذا تم بناء المتحف وتصميمه بالاعتماد فقط علي تكنولوجيا الواقع الافتراضي. 

        وختاماً لقضية المفهوم تجدر الإشارة إلي ضرورة ألا يشغلنا المعني الحرفي أو اللغوي للمصطلح عن الجانب الأكثر أهمية وهو بناء النظام المتحفي الإلكتروني عبر الإنترنت دون أي اعتبار لمسماه لأن ذلك لن يؤثر من قريب أو بعيد في آليات تنفيذ النظام المتحفي.

أهمية المتاحف الإلكترونية

لقد أصبحت المتاحف الإلكترونية عبر الإنترنت كياناً ملموساً لها من الإمكانيات والمزايا ما يحتم الاستفادة منها، وتوظيفها في العملية التعليمية توظيفاً فعالاً، ويمكن القول أن من أهم ما يمكن أن توفره المتاحف الإلكترونية لزائريها هو ما يسمى بـ ( النظر والإحساس look and feel)، وذلك من خلال عرض مقتنياتها علي هيئة كائنات ثلاثية الأبعاد تجذب مشاهديها وتجعلهم يشعرون بها.

         ومن بين ما يميز المتاحف الإلكترونية إتاحة الحصول على كم كبير من المعلومات حول المقتنيات المتحفية كما أن المتحف الإلكتروني يُعد أرضاً جديدة لتقديم الفن وتشكيل المعرفة، كذلك فإن معظم المقتنيات بداخله محاكيه للواقع وليست إعادة إنتاج  مشوشة للعمل الحقيقي.

         وتتميز المتاحف الإلكترونية بتركيزها على موضوع ومنهج معين كما أنها تمتلك قواعد بيانات، ووصلات لمصادر عديدة حول العالم كما تتضمن أدوات تعليم حيوية تساعد الطلاب على أن يتوصلوا إلى الاكتشافات، كما أنها تشكل ارتباطات بالماضي والحاضر والمستقبل.

وتضيف البيئات ثلاثية الأبعاد التي تحتويها المتاحف مزايا متعددة  حيث من خلالها يمكن تعديل أحجام ومقاييس المعروضات المتحفية بما يحقق رؤية مثالية تختلف عن ما هو متاح بالواقع، وكذلك تغيير موضع الرؤية حيث يمكن للزائر التجول بالمتحف ورؤية المعروضات المتحفية من أي مكان يحدده ، ومن أي جانب للقطعة المتحفية، وأيضاً إعطاء معلومات توضيحية أكثر حول المعروضات المتحفية، بالإضافة إلي أن المتحف الإلكتروني يعطي الفرصة للزائر للمرور بتجارب من الصعب تحقيقها بالواقع سواء لعامل الخطورة أو المسافة...، وإعطاء الحرية للزائر للتحرك واستكشاف البيئة المتحفية دون أي قيود حيث تمنح البيئات ثلاثية الأبعاد زائر المتحف زيارة لا خطية (non-linear visit)، وتسمح له بالمشاركة والمساهمة في بناء المحتوي المتحفي، وكذلك تشجيع التفاعلات الاجتماعية بين عدد كبير من الزائرين دون أي اعتبارات مكانية أو زمانية.

كذلك فإنه بظهور المتاحف الإلكترونية لم تعد المحتويات المتحفية مقتصرة علي مجموعة محددة من الزائرين لديها القدرة علي زيارة المتحف التقليدي شخصياً، كما أصبح لدى الزائرين القدرة علي تكوين معروضاتهم ومقتنياتهم المتحفية الشخصية الخاصة بهم من بين العديد من المعروضات المتحفية المتاحة بالمتحف، بالإضافة إلي ما تتميز به المتاحف الإلكترونية من إمكانية عرض العديد من المعروضات المتحفية التي لا يوجد لها مساحات مكانية للعرض في البيئات التقليدية.

كما تكمن أهمية المتحف الإلكتروني في أنه بيئة تعلم إلكترونية يمكن من خلالها بناء نظام للتعلم الإلكتروني، ويرجع ذلك لوجود الكائنات الرقمية التي تعتبر نقطة تقاطع رئيسية بين إدارة المعرفة بالمتاحف الإلكترونية وبين نُظم التعلم الإلكتروني، حيث أنها المكون الرئيسي لكلا النظامين والتي يمكن من خلالها تحسين المحتوي، وجعله أكثر مرونة، وكذلك إمكانية تبادله عبر النظم المتنوعة.

         ولاشك في أن نُظم الإبحار الفريدة بالمتاحف الإلكترونية قدمت سلوكيات جديدة وتطورات لا يمكن التنبؤ بها، حيث أنها تتضمن الاستكشاف اللاخطي للمعرفة، والاتصال من خلال الانطباعات بدلاً من الارتباطات التقليدية.

أدوات المتاحف الإلكترونية

        تعتمد المتاحف الإلكترونية في تحقيق أهدافها ووظائفها علي مجموعة من الأدوات التي تستخدم عبر الإنترنت وبدون تلك الأدوات لا يمكن للمتاحف الإلكترونية أن تقوم بالأدوار التي يجب أن تقوم بها، ومن بين هذه الأدوات ما يلي:

1.     الكائنات الرقمية
  1. الوكيل الافتراضي
2.     مستودعات الكائنات الرقمية
  1. منتدى النقاش
3.     المجموعات المتحفية
  1. المؤتمرات التزامنية
4.     مدير المجموعات
  1. الصندوق الافتراضي
5.     قاعات العرض
  1. غرفة النقاش الافتراضية
6.     الزيارات الإلكترونية
  1. الأنشطة التعليمية
7.     الجولات الافتراضية
  1. تحقيقات الويب
8.     رواية القصص
  1. أمين المتحف
9.     المرشد التفاعلي
  1. مكتبة المتحف
10. المعلومات الوسيطة
  1. أداة الويب لوج
11. المعلومات الواصفة
  1. الويب ويكي
12. أدوات البحث
  1. قارىء الأخبار
13. المستعرضات
  1. لوحة الأخبار
14. قواعد البيانات
  1. أداة التقويم الزمني
15. المعرض الإلكتروني
  1. المفكرة
16. معرضي الخاص
  1. البريد الإلكتروني
17. الخريطة التفاعلية
  1. النماذج البريدية
18. أداة التذييل
  1. المجموعات الإخبارية
19. أداة الرسم
  1. القوائم البريدية
20. أداة الزووم
  1. إرسال الكروت البريدية
21. العدسة السحرية
  1. سجل الزوار
22. الكاميرا البانورامية
  1. الأسئلة المتكررة
23. خط الزمن
  1. قائمة الزائرين
24. تحويل النص إلى كلام
  1. أداة القاموس
25. التصويت الإلكتروني
  1. خريطة الموقع
26. البث عبر المتحف
  1. المحتوي النصي
المراجع:
  • وليد سالم الحلفاوي و مروة زكي توفيق زكي (2015). تكنولوجيا التعليم من التقليدية إلى الرقمية. جدة، مركز النشر العلمي (جامعة الملك عبدالعزيز).
  • وليد سالم الحلفاوي (2011). التعليم الإلكتروني تطبيقات مستحدثة. القاهرة، دار الفكر العربي.
  • وليد سالم الحلفاوي (2006). مستحدثات تكنولوجيا التعليم في عصر المعلوماتية. عمان، دار الفكر.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق