الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

التعليم المعكوس


 
التعليم المعكوس (Flipped Learning) أحد أشكال التعليم المدمج الذي يقوم على فكرة الإعداد المسبق للمادة التعليمية قبل بداية المحاضرة الدراسية، وبحيث تكون هذه المادة في متناول المتعلم في أي وقت يختاره، وفي أي مكان يناسبه ليقوم بالاطلاع عليها قبل ذهابه إلى قاعات الدراسة، وهو ما يعني تعرف المتعلم على الملامح العامة لموضوعات التعلم، وتوفير وقت المحاضرة الدراسية لممارسة مستويات معرفية عليا.

وللتعليم المعكوس مسميات ومصطلحات كثيرة منها: التعليم المقلوب، والتعليم العكسي، والتعليم الخلفي،... وغيرها من المصطلحات التي يمكن استخدامها للتعبير عن فكرة التعليم المعكوس، إلا أن أكثر هذه المصطلحات  انتشارًا وأكثرها تعبيرًا هو مصطلح التعليم المعكوس.

والتعليم المعكوس يأتي امتدادًا لعمليات التعلم النشط التي تحدث في المواقف التعليمية المتنوعة، وتجعل المحتوى التعليمي متاحًا للمتعلمين ليتم الوصول إليه ومراجعته خارج الفصل الدراسي في المكان والزمان المناسبين لهم، وبالسرعة والتكرار المناسبين لقدراتهم، وتعتمد فكرة التعليم المعكوس على استخدام التقنيات التعليمية الحديثة في تقديم خبرات تعليمية مسبقة للمتعلمين قبل بداية المواقف التعليمية داخل القاعات الدراسية، وبهذا يتمكّنُ الطلاب عامة، ومتوسطو الأداء المحتاجون إلى مزيد من الوقت بشكل خاصّ، من الاطلاع على المحتويات التفاعلية للدرس مرات عدة، ليتسنى لهم استيعاب المفاهيم الجديدة.

والمفهوم الأساسي الذي يسعى التعليم المعكوس إلى تطبيقه هو نقل معلومات المادة التعليمية المُدرجة في المحاضرات الدراسية من خلال وسائل خارج الفصل الدراسي عبر عرضها على الإنترنت، مع استغلال وقت الفصل الدراسي المفتوح في تطبيق الطلاب لمفاهيم ومبادئ تلك المادة من خلال الإشراف والمتابعة والإجابة عن أسئلة الطلاب وعرض مقترحاتهم.

وتزداد فائدة استخدام نمط التعليم المعكوس في البلاد الغنية التي لديها القدرة على تعزيز عمليات التعليم المعكوس من خلال إثراءه بالإمكانات المادية من حيث اعداد المكان أو تهيئة أعضاء هيئة التدريس، أو في تخصيص ميزانيات عالية لمشتريات تكنولوجيا التعليم، أو في قدرة مشاركة أولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية في عملية التعلم.

والفكرة الأساسية للتعليم المعكوس هي الاستعانة ببعض التقنيات الحديثة في تهيئة المتعلم لعملية التعلم، وبحيث تأخذ مبادرات التعلم داخل الموقف التعليمي الاتجاه من أسفل إلى أعلى (bottom-up) أي من المتعلم إلى المعلم، فالمتعلم يذهب إلى قاعة الدرس ليناقش المعلم ويحاوره فيما اطلع عليه، وهو ما يتيح الفرصة للمتعلم لممارسة مهارات معرفية متقدمة كالتحليل، والتركيب، والتطبيق، وبذلك فإن مبادرة التصرف في عمليات التعلم مأخوذة من المتعلمين، والذين لهم دورًا كبيرًا في تكوين الآراء والاتجاهات ولا تفرض عليهم مرجعية محددة من قِبل المعلم، وذلك لأن المعلم في هذه الحالة يتعامل مع طالب لديه خلفية معرفية كبيرة عن موضوع التعلم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق