الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

الوسائط الاجتماعية


على ضوء التطورات المتلاحقة التي صاحبت الويب 1.0 وأدت إلى ظهور الويب 2.0 وتطبيقاتها المختلفة؛ تطور أيضًا التعليم الإلكتروني ليظهر مصطلح التعليم الإلكتروني 2.0 الذي أصبح يعتمد على وجود أرصفة (platforms) جنبًا إلى جنب مع البرامج الاجتماعية والانتقال من فكرة وجود نظام إدارة تعليمي (LMS: learning management system) يدير نظام أو بيئة محددة عبر الإنترنت إلى فكرة أن نظام الإدارة عبارة عن بوابة تدير مصادر متنوعة عبر الويب وتتيح للمتعلم إدارة بيئته الشخصية بسهولة ويسر وهو ما يدعم فكرة بيئات التعلم الشخصية(PLE: personal learning environment ).

ويرتكز الجيل الثاني للتعليم الإلكتروني 2.0 على ثلاثة خصائص رئيسية:

1.  التكنولوجياTechnology: تتحول الويب من عملية دفع المعلومات للمتعلمين (push)إلى سحب المعلومات (pull) من المتعلمين وإعادة تقديمها إليهم مرة أخرى، كذلك التحول من البوابات الهرمية التقليدية فى تقديم المحتوى إلى المحتوى الإبداعي التشعبي.

2.  المعرفة knowledge: تتحدى الويب 2.0 القواعد الصارمة للملكية الفكرية والتى لا تشجع على الإبداع والابتكار، حيث تعتمد الويب 2.0 على برامج مفتوحة تتيح الوصول إلى محتويات متنوعة يتم التعديل الدائم فيها مما ينتج عنه الوصول إلى كم وكيف أكبر من المحتويات والمعارف الإبداعية الجديدة. 

3.  المستخدمين Users: يتحول المتعلم من مجرد مستهلك للمعلومات والمعارف إلى مستخدم نشط منظم ومبدع للمعارف المتنوعة المتاحة عبر الويب 2.0.

ومن الجدير بالذكر أن توظيف أنظمة التعليم الإلكتروني 2.0 من قِبل المؤسسات التعليمية يواجه بعض التحديات والعوائق من بينها الرفض من قِبل بعض المتعلمين نظرًا لتخوفهم من ضرورة ارتباط استخدام تطبيقات التعليم الإلكتروني 2.0 بمتطلبات مهارية أو تكنولوجية ليست في استطاعتهم، هذا بالإضافة إلى عدم وجود نظام للحوافز يشجع المتعلمين على استخدام تطبيقات التعليم الإلكتروني 2.0، كذلك من بين العوائق ضرورة توافر البنية التكنولوجية اللازمة لتوظيف تطبيقات التعليم الإلكتروني 2.0، والتى تتضمن على سبيل المثال سرعات مناسبة للاتصال بالإنترنت، وأخيرًا من أهم التحديات التى تواجه تطبيقات التعليم الإلكتروني 2.0 أنها أداة محفزة للإبداع والابتكار وسرعة اتخاذ القرار وهو ما يتطلب تغيرًا في فكر المؤسسات التعليمية بإتاحة الفرصة للمتعلمين بحرية التجريب والتطوير واتخاذ القرار دون وجود بيروقراطية أو قيود على تجارب وإبداعات المتعلم. 

كذلك من بين العقبات التي تواجه توظيف تطبيقات التعليم الإلكتروني 2.0 في العملية التعليمية هي العقبات المرتبطة بعدم القدرة في بعض الأحيان على الحفاظ على خصوصية المتعلمين عبر بعض الشبكات الاجتماعية التي يتم توظيفها في نظم التعليم الإلكتروني 2.0، لذا يجب على المؤسسات التعليمية مراجعة النظم التي تقوم بتوظيفها في مواقف تعليمية والتأكد من الحفاظ على خصوصية متعلميها كما يجب على هذه المؤسسات أن تتجه نحو بناء شبكاتها الاجتماعية الخاصة بها، حيث الاتجاه في الآونة الأخيرة سوف يكون للشبكات الاجتماعية الصغيرة.

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق